رقمن أو اخرج من السوق

كلمة “رقمن” في عنوان هذا المقال من “الرقمنة” أو “التحول الرقمي للأعمال”، وذلك من خلال حرصها على تطبيق أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة على صعيد الإدارة والعمليات والموارد البشرية والتسويق وغيرها، وإلا فقدت قدرتها على المنافسة أمام “المرقمنين”.

فالذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الكبيرة كلها تقنيات حديثة ذات إمكانات هائلة في حال استخدمت على الشكل الأمثل في الأعمال، وهي ليست تقنيات موجهة للشركات العملاقة في مجالات الطاقة والصحة والنقل البحري مثلا، بل يمكن تكييفها لتستخدم حتى في الشركات الناشئة.

من هذه التطبيقات الحديثة “بلوكشين”، حيث يمكن لهذه التكنولوجيا أن تحل المشكلات في مجالات التمويل والتمويل التجاري، وقد تؤدي معاملات البيانات الآمنة والعقود الذكية إلى تحسين سلسلة التوريد وتحسين رضا العملاء من خلال الخدمات الآلية، والبلوكشين هي تقنية قواعد بيانات لامركزية آمنة، والمنتجات المستندة الموجودة على البلوكشين لديها قدرة على أن تصبح أداة مستخدمة على نطاق واسع لضمان حماية البيانات الحساسة، وكذلك لتعزيز الثقة بين الأطراف المستخدمة لها.

واستخدام تقنية البلوكشين ليس مقتصرا على الشركات الكبيرة فقط، فالفرص الموجودة للشركات الصغيرة في عالم البلوكشين من الممكن أن تساعد في التطور السريع والدخول في أسواق أكبر، ومن ضمن هذه الفرص الأسواق الافتراضية، فربما يكون الاستخدام الأكثر بروزًا للبلوكشين حاليًا هو السلع الافتراضية والتبادل، وأشهر هذه الشركات هي شركات تبادل العملات الافتراضية مثل Coinbase وBittrex، والتي تسمح للأشخاص بتبادل مجموعة متنوعة من السلع الافتراضية من خلال هذه التكنولوجيا، كما أن الفائدة الرئيسية من استخدام البلوكشين في السوق هي عدم وجود احتيال، حيث يمكن استخدامه للتحقق من حدوث معاملة بين طرفين أو أكثر، وبالتالي القضاء على إمكان الإنفاق المزدوج، في حين أن العديد من الأشخاص قد شاهدوا هذه الأمثلة بالفعل على وسائل الإعلام الرئيسة، فإن العديد من الصناعات الأخرى تستخدم هذه التكنولوجيا في نماذج أعمالها.

تنفق الشركات والمستخدمين أكثر من 20 مليار دولار سنويًا على التخزين السحابي، وتسمح تطبيقات تخزين البلوكشين للمستخدمين، بما في ذلك الشركات الصغيرة، بتخزين البيانات بطريقة آمنة وبسعر معقول، دون المساس بأمن البيانات أو الإنفاق الزائد، كما يمكن للشركات الصغيرة استخدام البلوكشين للعقود الذكية، والتي هي أساسًا عقود ذاتية التحقق وذاتية التنفيذ، حيث يتم تخزين العقد في تكنولوجيا البلوكشين، ويتم تسجيله بطريقة لا يمكن تغييرها أو التلاعب بها، وتشمل أمثلة العقود الذكية عقود الإيجار التجارية والاتفاقيات مع البائعين أو الموردين وحتى عقود الموظفين.

كما توفر تقنية البلوكشين لأصحاب الأعمال طريقة بديلة لزيادة رأس المال من خلال عروض الرموز الأولية (ITOs). كبديل لاستخدام البنوك التقليدية والمقرضين وشركات الأسهم الخاصة وحتى مواقع التمويل الجماعي، فإن ITO هي رموز متاحة للتبادل حيث يمكنهم التداول بحرية. هذه الرموز قابلة للمقارنة مع حقوق الملكية أو حصة الإيرادات، ويمكن للمستثمرين المهتمين الشراء في العرض والحصول على رموز جديدة قائمة على البلوكشين من الشركة، قد يكون لهذا الرمز بعض الفوائد في استخدام المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة، أو قد يمثل فقط حصة في الشركة أو المشروع.

معلومة للمبادرين
البلوكشين طريقة جديدة لبناء الثقة، بدلاً من أن يُنظر إليها على أنها وسيلة سرية للتعاملات، بدأ الناس في رؤية قيمة تقنية البلوكشين والعملات المشفرة في مجالات الخصوصية والأمان ومن المرجح أن يفكر العملاء الذين يفهمون فوائد البلوكشين بجدية في الشراء من الشركات التي تسخر هذه التكنولوجيا، ويمكن للشركات الصغيرة استخدام ذلك في استراتيجيتها التسويقية.

https://www.albiladpress.com/news/2022/4925/columns/753016.html