لا تقع في الحفرة إن كان بإمكانك تجنبها
“لو كنت أدري عن هالشي كان الحين مشروعي في مكان وايد أفضل”!
كم مرة سمعت رائدا أو صاحب عمل يقول ذلك؟ هناك الكثير من الأخطاء من الوارد ارتكابها في بداية العمل التجاري، والكثير منها قد يبدو مشتركا بين فئة كبيرة من رواد الأعمال، فيما يبدو أن اكتشاف كل شيء بشكل فردي هو أقرب إلى المستحيل.
ومن هنا جاءت أهمية المرشد “Mentor” في الأعمال التجارية، فهو غالبا شخص لديه تجربة سابقة في الأعمال التجارية سواء كانت ناجحة أم فاشلة، ففي الحالتين هي تجربة يحتاجها المبادرين الجدد؛ حتى لا يقعوا بنفس الأخطاء التي سبقهم إليها آخرون، فالمرشد يساعد المبادر على استكمال مسيرة العجلة من منتصف الطريق بدل إعادة اختراعها. صحيح أن أكبر الناجحين هم من تعلموا من أخطائهم، لكن هذا لا يعني بطبيعة الحال الوقوع في الحفرة عمدا إن كان بالإمكان تجنبها.
من الصحي في الأعمال التجارية الحصول على آراء أخرى، فهل يفضّل أي شخص الحصول عن معلومات تجارية من لاعب كرة قدم محترف؟ وهذا الخطأ يقع فيه أغلب المبادرين. عدم اختيار مرشد في الأعمال التجارية واللجوء لمن ليست لديهم أي خبرة حقيقية في العمل الحر وهو ما قد يؤدي لكوارث في القرارات التجارية، فالإرشاد طريقة رائعة لبناء الثقة. والمرشدون ليسوا موجودين فقط لتقديم المشورة لك والإرشاد. هناك أيضًا مرشدون يشاركونك في نجاحك، ويعرفون مقدار العمل الذي قمت به وهم موجودون لتشجيعك وتقديم كلمات الثناء والفخر عندما تحتاج لسماعها.
الخطوة الأولى في العثور على المرشد المناسب هي تحديد ما تبحث عنه، إذا كنت جيدًا حقًا في شيء ما، فسيكون المرشد أقل فاعلية في مساعدة تلك المجالات على التحسن. نقاط الضعف هي ما تريد التركيز عليها. ابحث عن شخص ممتاز في شيء لا تجيده، ثم ابدأ في البحث عن المرشد المناسب ضمن دائرة أصدقائك ومعارفك أو في مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع المتخصصة مثل “findamentor.com”، وهناك أيضًا برامج إرشاد منظمة متاحة في معظم البلدان. بعضهم يربط المستقلين مع مرشديهم عبر الإنترنت، والبعض الآخر يفعل ذلك محليًا، في البحرين مثلا توجد برامج تمكين ومؤخرا صندوق الأمل يقدم برامج مميزة لتطوير المشاريع المحلية.
للأسف نفتقد ثقافة المرشد في البحرين لسببين أتمنى أن نتجاوزها لخلق بيئة ريادية محفزة. الأول أن الكثير من المرشدين يمتهن مهنة الإرشاد للربح بغض النظر عن خبرتهم أو قدرتهم على الإرشاد، فلا تجد لديهم التجربة الكافية والمهنية التي يجب أن تكون لدى المرشد الناجح، والسبب الآخر وهو في عقلية المبادرين الذين يعتقدون بأنهم ليسوا بحاجة النصيحة ولديهم المعلومات الكافية لدخول عالم الأعمال التجارية بشكل فردي والذي للأسف ينتهي بهم المطاف في نفق مظلم يصعب الخروج منه. أما السبب الثالث، فهو عدم مبادرة الكثير من رواد ورجال الأعمال الناجحين لتخصيص شيء من وقتهم الثمين لإرشاد من حولهم.
همسة:
لكل البرامج الموجهة لرواد الأعمال والمبادرين، احرصوا على التوجيه وليس التنظير، فمن السهل جدا استعراض نجاحات وقصص عالمية عن ريادة الأعمال، لكن من الصعب تقديم التوجيه والإرشاد الصالح للبيئة والمحيط الجغرافي وطبيعة الأعمال والسوق في البحرين.