مسافة أمان
ما يجب على رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فعله -حتى يستطيعوا النجاة بمشاريعهم- العمل مع المؤسسات الكبيرة والجهات الحكومية، ومع الشركات الصغيرة والأفراد في آن واحد.
رواد الأعمال في بداية سنواتهم التجارية عادة ما يكونون بين خيارين، إما التركيز على المناقصات الحكومية والمشاريع الكبيرة مع كبار التجار أو على الأفراد والشركات الصغيرة، والواقع أن الخيارين قد يتسببان بخسائر للشركة، فالعمل مع المناقصات الحكومية والشركات الكبرى ممتاز جداً ومربح في العادة، لكن مع طبيعة تأخر المدفوعات والحاجة للسيولة خصوصاً في بداية المشروع، يصبح الأمر شبه مستحيل لإمكانية الاستمرار، أما الخيار الثاني في الغالب، فيؤمن سيولة نقدية جيدة، لكنه لا يساعد في تطوير رأس المال مما يجعل الشركات عرضة للخسارة في حال قلة المبيعات لعدة شهور متتالية بسبب عوامل متعددة منها الخارجية كما حصل مع الجائحة.
من ناحية أخرى يعاني المبادرون من قلة الدعم مقارنة بالتجار الكبار وحتى الأفراد، فكثير من مبادرات الدعم المقدمة للأفراد لا تقدم لرواد الأعمال بصفتهم تجاراً، لكن بنفس الوقت لا يقدم لرواد الأعمال ما يقدم لكبار التجار من فرص ودعم وتسهيلات تجارية، ولا حتى أصوات في غرفة الصناعة والتجارة التي يصل صوت التجار الكبار لـ 128 مرة أكثر من رائد الأعمال في المؤسسات الصغيرة، من دون الأخذ بالاعتبار حساب كوتا وهم من يمثلون أكثر 90 ٪ من حجم الشركات في البحرين.
على مستوى اجتماعي يعامل رواد الأعمال معاملة شاه بندر التجار، ويعتقد الكثير من الأفراد بأن كل رائد عمل هو بمثابة بيل جيتس، والواقع أن رواد الأعمال هم الأكثر مخاطرة، ففي حال خسارتهم لا يوجد جهة تعوضهم ولا راتب تعطل، وهم معرضون حتى للسجن في بعض الأحيان، متناسين بأن أغلب الوظائف الموجودة في السوق هي بسبب رواد الأعمال، وأن أنجح اقتصادات العالم هي من تعتمد على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
مناشدة للمجتمع
صغار التجار هم أفراد طبيعيون يعيشون حياة عادية، معرضون معيشتهم للمخاطر في سبيل لقمة عيشهم وعيش أبنائهم، إضافة لما توفره مشاريعهم من فرص عمل ودعم للاقتصاد، يحتاجون لمسافة أمان خلفهم؛ حتى لا يسقطوا في الهاوية عند أول لكمة، وإن لم يستحقوا الثناء، فعلى أقل تقدير هم بحاجة للإنصاف.
https://www.albiladpress.com/news/2022/4841/columns/741060.html